كابوسي

سوسونا الثلاثاء 12 يناير - 22:59

بسم الله الرحمان الرحيم

كابوسي

في أيام ممطرة شتويّه كانت شديدة القرّ عتيه، يستطير من السماء وامض للأفئدة قابض يكدّر الأحلام ويزعج النيام
وبينما كنت غافية بين الأرض والسماء طافيه هزتني صعقة مدوّيه... لينقشع من فوقي لحاف السالفه فكنت بصوتي ناسفه...
كانت الغرفه قاتمه و أشباحها للوجه كادمه وفجأة !!!!......... اسمع مداسا يكرّ و همسات تستعرّ في نفسي خوفا فما استطعت ان انطق حرفا و تسارعت انفاسي وارتعشت اطرافي
فإذا بأمي اتت على الباب رطما كأنّ بينهما جرما ! ثم اقتحمت غرفتي هارعة لنجدتي، تشد بقبضة صدرها ليستكين روعها تردد.... ما بلاك أتبغين هلاك؟
فإذا بدموعي تنهمر و بخفة ارتجل لأرتمي في حضنها...
فقالت وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وترميه بوابل من لفظ حميم.... اششششش أنت معي فلا تجزعي، الحلم سهاد يستتر وما كان غيره يندثر هيا اهدئي
قلت والله خائفة ولست بالخوف زائفه ...مشاهد كانت تميت العاطفه..بدنة الأحداث تلهمها الأجداث
قالت هيا اخبريني يا ابنتي قلي لعلي اهتدي...
قلت رأيت نفسي طائرة في الأفق أعلو باهره مما أراه أسفلي أقوام تغدوا جائرة تغزوا قلوبا حائرة لهم سفينة مبحرة على مثنها ما أكثر فيهم رجال سود لباسهم سود ورجال بيض لباسهم بيض تتطاير رؤوسهم وفودا وفودا وتعلي أجسادهم رؤوسا جددا و ينتعل السود منهم خفا من ذهب
قالت (وهي تتثاءب)...اييييييييه رغم ما كان عجب، إلا انه من خيال إن الصباح قد اقترب ...ويبدو النوم الليلة محال!!!!!!!
الظاهر أمي مرهقه فجفونها مطبقه وكلما أيقظتها تقول اممممم أنا معك مستيقظه هيا أكملي يا ترى ما قد جرى كوني فقط على عجل
فقلت وما كنت يا أمي لأسأل وانطلقت دائما لأتأمل
رأيت علقا استوثجت من دماء عظمت، لليث كان يزأر بشدّه، ينتظر من يشدّه، بعيدا عن علق ما كانت لتفكّه قبل أن تدكّه لآخر رمق، وحوله من ينتظر، أن يفتك به الخطر، فيجرّونه من الكتف قربان لآكلي الجيف ،لن يطول الانتظار انّ الليث يحتضر...
آلمني حاله وعذبني مظهره وقلت يا لغدر السنين ...
لكني كنت لا أزال أرى أمي مرهقه وجفونها مطبقه
اسألها، مستيقظه؟
ترد : اجل ،اجل، هيا ...أكملي بلا مهل
فقلت وما كنت يا أمي لأسال وانطلقت من جديد لأتأمل... رأيت ضرسا واقيَا لماسة ضاويه تنمو في ارض خاليه الاّ من تلك الحاشيه يقولون عنها السوس اخطر من المجوس وألعن من المهووس يحطمون ذاك الضرس ويحفرون ثغر اليأس ولا يعرفون العاقبه
قالت يا للغرابه
و انطلقت من جديد لأبصر المزيد رأيت دموعا ساخيه تذرفها أما باكيه
تبكي قلوبا طاغيه خصلاتها بيضاء ضاويه بشرتها حمراء قانيه كسوتها خضراء زاهيه تتبدل ألوانها كلما خطت ويكثر نحيبها على ما تركت عمّ فيها الخراب بعد زوال الأحباب تنادي يا مغيث
قالت ما هذا الحديث
قلت حينها يا أمي بكيت انهارت قواي فسقطت في ارض لو تدرينا ما هي حلتها باهيه فيها جبال شامخات عاليه تصب من أعلاها دماء جاريه تسقي جذورا باليه لأشواك لدغه كعقربه في بث الموت بارعة هي مني قريبه تكاد أن تفتك بي
قالت وهي في استشاطه بعد الاستغاطه..... يا للمصيبه الم يصح الديك بعد
قلت بل اكبر من مصيبه في أعظم وقت مريبه لا صديقه ولا حبيبه في مثل مأزقي العصيبه يمد بيدي ليأخذ بي بعيدا بعيدا ثم أخذت أحبو على ركبتاي وقبلهما كلتا يداي وعيناي لا تبصران مصرع احد سواي رفعت عيني للأعالي أدعو اله وربي فرأيت لام الباكيه تطير حولي مناديه حتى امسك ثوبها فاعلو بعيدا باكيه واترك خلفي الألم وأنا على خوفي باقيه اصرخ حتى الاّ صراخ خوف أنت تلحق بي انظر خلفي فأرى ما يبقيني ساهيه كل يعود أدراجه وتلك الظروف الجافيه لكل ذي نحـس حظه احظي قد غلب نحسيَ؟
امي!!!!
انها تبدو مرهقه وجفونها مطبقه اندهها فلا ترد فإذا هي من امد، غافية بإرتياح ، قبل ان يدركني الصباح لأسكت عن الكلام المباح......
بقلم سوسونا ............حجايجي سهى
[i]